أضرار التدخينالحياة والمجتمع

هل التدخين يخفف الشهية ويقلل الوزن؟

محتويات المقال:

  1. التدخين
  2. أثر التدخين في الشهية والوزن
  3. الإقلاع عن التدخين وزيادة الوزن
  4. تجنب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين

التدخين

يُعد التدخين من العادات السيئة التي يصعب التخلص منها، إذ يحتوي التبغ (Tobacco) على مادة النيكوتين (Nicotine)، وهي مادة تسبب الإدمان، كما أن الجسم والدماغ يعتادان عليها بسرعة كبيرة. يبدأ بعض الأشخاص التدخين لأسباب مختلفة، مثل تقليد أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المدخنين، أو اعتقادهم بأنها عادة جذابة.

تجدر الإشارة إلى أن السجائر تحتوي على العديد من المواد الكيميائية الضارة، مثل النيكوتين والسيانيد (Cyanide)، والتي تُعتبر من السموم التي قد تكون قاتلة عند استهلاكها بجرعات عالية. وتظهر تأثيرات هذه السموم بشكل تدريجي، مما يجعل التدخين على المدى الطويل سببًا رئيسيًا للإصابة بأمراض القلب، والانتفاخ الرئوي (Emphysema)، والسكتات الدماغية، وسرطانات المعدة، الحلق، الرئة، والمثانة.

إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التدخين إلى مشكلات جلدية، مثل الصدفية (Psoriasis) وظهور التجاعيد، كما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى مثل الالتهاب الرئوي (Pneumonia) والتهاب القصبات (Bronchitis).

أثر التدخين في الشهية والوزن

تشير العديد من الدراسات إلى أن وزن المدخنين يكون أقل من وزن غير المدخنين، وذلك بسبب تأثير التدخين على عمليات الأيض وتقليل الشهية. يعمل التدخين على تحفيز الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system)، مما يؤدي إلى زيادة معدل الحرق، لكن هذا التأثير يكون أقل وضوحًا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

وقد أظهرت بعض الأبحاث أن معدل الأيض لدى النساء اللواتي أقلعن عن التدخين انخفض بنسبة 16% مقارنةً بوقت التدخين. كما يُعتقد أن التدخين قد يزيد من خطر الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تسريع عمليات الأيض.

وفي دراسة أجريت على الفئران، تبيّن أن تعريضها لدخان السجائر ثلاث مرات يوميًا لمدة أربعة أيام أدى إلى فقدان الوزن وزيادة استهلاك الدهون المخزنة في الجسم. كما لوحظ أن الفئران بدأت بتناول كميات أقل من الطعام بعد اليوم الأول واستمر هذا الانخفاض طوال مدة التجربة.

ومع ذلك، فإن التأثيرات السلبية للتدخين على الصحة تفوق بكثير أي تأثير له على الوزن، لذلك لا يُنصح أبدًا باستخدام التدخين كوسيلة لخسارة الوزن.

إضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أخرى وجود علاقة بين التدخين واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصابي (Anorexia nervosa) والشره العصبي (Bulimia nervosa) واضطراب نهم الطعام (Binge eating disorder). وقد وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات يميلون إلى التدخين بشكل أكبر، وقد يرجع ذلك إلى الاندفاعية (Impulsivity) التي تميز بعض حالات اضطرابات الأكل.

الإقلاع عن التدخين وزيادة الوزن

يعاني بعض الأشخاص من زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، ولكن هذه الزيادة غالبًا ما تكون طفيفة، إذ يتراوح متوسط الزيادة بين 4 إلى 5 كيلوغرامات خلال خمس سنوات، وتكون أغلب هذه الزيادة خلال السنة الأولى، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى بعد التوقف عن التدخين.

ومع ذلك، يختلف تأثير الإقلاع عن التدخين على الوزن من شخص لآخر، فبينما يكتسب البعض وزنًا إضافيًا، قد يفقد آخرون بعض الوزن أو لا يلاحظون أي تغير. وتشير الدراسات إلى أن وزن الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين على المدى الطويل يكون مشابهًا لوزن الأشخاص الذين لم يسبق لهم التدخين.

من ناحية أخرى، يُؤثر التدخين على توزيع الدهون في الجسم، وخاصة لدى النساء، حيث يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الخصر، مما يمنح الجسم شكل “التفاحة”، وهو ما يرتبط بمخاطر صحية مثل أمراض القلب، السكتات الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني. أما بعد الإقلاع عن التدخين، فإن الدهون تميل إلى التراكم في الوركين، وهي المنطقة الطبيعية لتخزين الدهون لدى النساء.

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، ومنها:

  • زيادة الشهية: حيث يشعر بعض الأشخاص بالجوع بشكل أكبر بعد التوقف عن التدخين، نتيجةً لأعراض الانسحاب، ولكن غالبًا ما يعودون إلى عاداتهم الغذائية الطبيعية بمرور الوقت.
  • تغيرات في عمليات الأيض: تباطؤ معدل الحرق بعد التوقف عن التدخين قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة في الفترة الأولى بعد الإقلاع.

تجنب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين

هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لتجنب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، منها:

  • استخدام بدائل النيكوتين: يمكن استخدام العلكة، لصقات النيكوتين (Nicotine patch)، أو أقراص المصّ، حيث تساعد هذه المنتجات على تقليل الرغبة في التدخين، مما يقلل من احتمالية اللجوء إلى الطعام كبديل.
  • الانشغال أثناء فترات التدخين السابقة: من المفيد إيجاد أنشطة بديلة خلال الأوقات التي كان يُمارس فيها التدخين، مثل ممارسة الرياضة، اللعب على الهاتف، أو مضغ العلكة.
  • تناول الطعام بحكمة: من الضروري مراقبة نمط الأكل الجديد بعد الإقلاع، واختيار الأطعمة الصحية الغنية بالبروتين والألياف لتجنب الإفراط في تناول الطعام.
  • ممارسة الرياضة: يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين معدل الأيض وتقليل فرص زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.
  • شرب الماء بكثرة: يساعد شرب الماء على تحسين عملية التمثيل الغذائي وتقليل الشعور بالجوع الكاذب.

الخلاصة

على الرغم من أن التدخين قد يؤثر على الشهية ويساهم في تقليل الوزن، إلا أن مخاطره الصحية تفوق أي فائدة مزعومة. كما أن زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين ليست أمرًا حتميًا، ويمكن التحكم فيها من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن. لذلك، يُنصح دائمًا بالإقلاع عن التدخين والتركيز على الحفاظ على صحة الجسم بطريقة آمنة ومستدامة.

شاهد أيضاً
إغلاق