كتب/ احمد الشناوي
مقدمة عن الصين
تُعرف الصين رسميًا باسم جمهورية الصين الشعبية، وهي واحدة من أكبر الدول في العالم من حيث الكثافة السكانية. تمتد جغرافيًا عبر كامل الجهة الشرقية من القارة الآسيوية، وتُدار من قبل الحكومة الصينية 33 منطقة إدارية، إضافةً إلى مناطق ذات حكم خاص مثل هونغ كونغ وماكاو وتايوان. تعتبر بكين العاصمة السياسية والرسمية للصين، حيث تقع فيها الحكومة وجميع المؤسسات العامة. من جهة أخرى، تُصنف مدينة شنغهاي كأكبر مدينة صناعية في البلاد.
العملة والاقتصاد
تُعد عملة اليوان العملة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية، وتُعرف شعبيًا باسم الرنمينبي. تسهم عملة اليوان بشكل كبير في تحقيق التوازن للاقتصاد الصيني، مما يُمكنه من التنافس في الأسواق الدولية. تاريخيًا، ارتبطت قيمة اليوان بالدولار الأمريكي، حيث كانت تسعى الحكومة للحفاظ على قيمته في سوق العملات. في عام 2015، قامت الحكومة بتعديل سياساتها المالية للسماح لليوان بمواجهة التقلّبات الاقتصادية، مما عزز من استقرار قيمته. ويعتبر بنك الشعب الصيني هو الجهة المسؤولة عن إصدار اليوان وتحديد سعر صرفه مقارنةً بالعملات الأخرى، حيث يُساعد على تلبية الاحتياجات المالية عبر الاحتياطيات من العملات الأجنبية.
تاريخ الصين
بدأت الحضارة الصينية في الظهور حوالي 4000 قبل الميلاد، حيث استخدم الشعب الصيني البرونز في صناعاتهم، ثم الحديد، وتبعت ذلك صناعة الفخار. مع مرور الزمن، أصبحت الزراعة ركيزة أساسية في الاقتصاد الصيني. تطورت العلاقات التجارية الصينية لتصل إلى ساحل البحر المتوسط، حيث دعمت الصين العديد من الصناعات، لا سيما الغزل والنسيج، الذي انتشر في العديد من الدول.
في القرنين التاسع عشر والعشرين، شهدت الصين تغييرات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مما أثر على الحياة الاجتماعية. في مطلع القرن التاسع عشر، بدأت الحكومة الصينية في تطبيق سياسة الاقتصاد المغلق، مما أدى إلى تراجع التجارة الخارجية.
في عام 1840، هاجمت القوات البريطانية الأراضي الصينية، مما أدى إلى اندلاع حرب الأفيون. بعد هذه الحرب، وقعت الصين على معاهدات غير متكافئة مع الدول الأجنبية، مما أدى إلى تدخلها في شؤونها الداخلية. كان ذلك بداية لثورة شعبية انتهت بإنهاء الحكم الإمبراطوري في عام 1911.
في عام 1912، تم إعلان جمهورية الصين، مما أسفر عن تغيرات في الحياة السياسية وظهور العديد من الأحزاب. تم وضع خطط استراتيجية لتطوير قطاعات الزراعة والصناعة، مما أدى إلى تحقيق إنجازات مهمة في منتصف القرن العشرين، حيث أصبحت الصين واحدة من أقوى الدول اقتصاديًا في العالم.
المعالم الجغرافية
تبلغ المساحة الإجمالية للصين حوالي 9,572,678 كيلومتر مربع، مما يجعلها ثالث أكبر دولة في العالم بعد روسيا وكندا. تُظهر المعالم الجغرافية تنوعًا كبيرًا نتيجة الامتداد الشاسع للأراضي من الشمال القطبي إلى الجنوب الاستوائي، وتم تقسيم المناطق الجغرافية إلى ثماني مناطق رئيسية:
- مرتفاعات التبت: تقع في الجنوب الغربي وتحيط بها جبال الهملايا.
- مرتفاعات زنجيابخ (منغوليا): تنتشر فيها الأملاح المعدنية وسكانها قليلون.
- مرتفاعات الحدود المنغولية: تحتوي على أراضٍ زراعية صالحة.
- المرتفاعات الشرقية: غنية بالفحم وتقع بالقرب من الحدود الروسية.
- الأراضي الشرقية المنخفضة: تحتوي على سهول زراعية مهمة.
- المرتفاعات الوسطى: منطقة رطبة تزرع فيها الأرز.
- حوض ستشوان: يتميز بتنوعه الجغرافي، ويعتبر مثاليًا للزراعة.
- المرتفاعات الجنوبية: تضم جزيرة هاينان ولا تحتوي على سهول.
المناخ
يتأثر المناخ بالتنوع الجغرافي، حيث تُسجل درجات حرارة مرتفعة في المناطق الصحراوية مثل صحراء تاكلمكان وجوبي، حيث تتجاوز 38 درجة مئوية في الصيف، بينما يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى -34 درجة مئوية في الشتاء. تسقط معظم الأمطار في فصل الصيف، حيث تتجاوز نسبة الأمطار 80% بين شهري مايو وأكتوبر.
التركيبة السكانية
يبلغ عدد سكان الصين حوالي 1,443,630,640 نسمة، مما يجعلها الدولة الأكثر سكانًا في العالم. يشكل السكان الأصليون من قبيلة هان الصينيّة النسبة الأكبر، حيث يصل معدلهم إلى 91.59%، بينما تمثل قبيلة تشوانغ 1.27%. اللغة الصينية التبتية ولغة الألطية هما الأكثر استخدامًا بين السكان، مع انتشار عدد من اللغات المحلية الأخرى.
الخاتمة
تُمثل الصين تجربة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث، حيث تجمع بين الحضارة القديمة والتطورات الحديثة. تمثل موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية وأهمية اقتصادها الفعالة عوامل رئيسية تجعل منها دولة مؤثرة عالميًا. تحتفظ الصين بتراث ثقافي غني ومتعدد الجوانب، مما يجعلها مركزًا للابتكار والتجارة في العالم.