ثقافةعلوم وتكنولوجيامنوعات

التوثيق الإعلامي..أهميته, ومكانته وكافة جوانبه

كتب/ مصطفى النمر

ان أهمية تناول هذا الموضوع تبرز في أهمية علم التوثيق الاعلامي في حد ذاته, ودرجة أهميته كأحد أهم العلوم المعاصر حتم علي تناوله منذ نشأته وما هي الظروف التي ساهمت في ظهوره ومدى أهمية علم التوثيق وتأثيره في العلوم المجاورة كعلم المعلومات وعلم المكتبات وعلم المراجع وتفسير تلك العلاقة التي تربط بين علم التوثيق وتلك العلوم وغيرها, ونظرا لأهمية القضايا الاستراتيجية والقرار الاستراتيجي كان من الضروري تناول مدى العلاقة التي تربط بين علم التوثيق الاعلامي والقضايا الاستراتيجية, وكذلك كوننا في عصر الانفجار المعرفي وثورة الاتصالات حتم علي تناول علاقة وتأثير علم التوثيق بالنسبة لشبكة المعلومات الدولية _الانترنت_  واستخدام الحاسب الآلي في مراكز التوثيق وكذلك مراكز  المعلومات في المؤسسات الصحفية, كل ذلك يعكس الأهمية القصوى لهذا الموضوع وضرورة تناوله ليكون مشروعي البحثي المقرر جامعيا لمادة التوثيق الاعلامي.

يرتكز البحث على العناصر الرئيسية التالي:-

مفهوم علم التوثيق.

أهداف التوثيق, نشأته وأهميته.

التوثيق وعلاقته بالعلوم المجاورة.

أهمية التوثيق في القضايا الاستراتيجية.

تأثير التوثيق في شبكات المعلومات الدولية.

استخدامات الحاسب الآلي في مراكز التوثيق الاعلامي.

مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية.

مفهوم وتعريف علم التوثيق:-

مفهوم علم التوثيق: هو العلم الذي يقوم بمعالجه كافه الوثائق التي تحمل الرسالة الرمزية ويباشر هذا العلم مجموعة من المهام مثل مهمة النشر، والطباعة، والاتصالات بعيدة المدى، كما يباشر عملية التحليل، والاسترجاع، والاختزال، وتمر عمليه التوثيق بأربع مراحل وهي كالاتي:-

 

1- مرحلة التزويد: ويتم خلال هذه المرحلة اختيار المادة الوثائقية التي اختارتها المؤسسة.

2- مرحلة التحليل: وفي هذه المرحلة يتم تحليل المادة الوثائقية التي تم اختيارها في المرحلة الاولى.

3- مرحلة التخزين: وفي هذه المرحلة يتم حفظ وتخزين المادة الوثائقية واجراء عملية تسهيل الوصول اليها عند الحاجة.

4- مرحلة البث: ويتم في هذه المرحلة بث المادة الوثائقية عند الحاجه اليها من قبل المؤسسة، او من قبل احد المستفيدين، او عند اللجوء اليها كمصدر للبيانات، والببليوجرافيات، والاحصاءات، والترجمة، او بغرض نشر وثائق معينة دخلت ضمن نشرة المؤسسة.

تعريف علم التوثيق: “يعرف علم التوثيق بانه علم السيطرة على المعلومات” ومعنى ذلك ان التوثيق الاعلامي هو العلم الذي يقوم بتجميع المعلومات من المصادر المختلفة ومن ثم يقوم حيال تلك المعلومات والمصادر المختلفة بعملية انتقاء الافضل منها، ثم يعمل على تصنيفها، ثم يقوم بعرضها عند الطلب، سواء تم هذا الاسترجاع بالطرق اليدوية، او عن طريق استخدام الحاسب الالي والتقنيات الحديثة.

وهناك العديد من التعريفات التي وضعها المختصين في علم التوثيق، وسأكتفي بذكر بعضها كالتالي:-

1- يعرف علم التوثيق بانه: “علم تنظيم اوعية المعرفة وصيانتها، والعمل على توفيرها وتيسير سبل الاستفادة من محتوياتها لأغراض من الاستشارة السريعة والربط والمقارنة”.

2- ويعرف بانه: “العلم الذي يقوم بتسجيل المعرفة البشرية ومصادر المعلومات وتنظيم هذه المصادر بطريقة تكفل سرعة الوصول اليها، وكذلك بث المعرفة وأوعيتها بمختلف الطرق”.

3- وعرفه الدكتور احمد بدر بانه: “فن تسهيل استخدام المعلومات المتخصصة للدولة، وذلك عن طريق تقويمها، ونسخها، ونشرها، وجمعها، وتخزينها، وتحليلها التحليل الموضوعي، وتنظيمها، واسترجاعها”.

ومن الجدير بالذكر ان مصطلح التوثيق مصطلح حديث الاستخدام، فقد جاء وليد التقنيات الحديثة ومن ثم دخل علم المكتبات والمعلومات، واخذ في التطور والانتشار في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد حظى باهتمام العلماء والباحثين انذاك، ومن خلال كل هذه التعريفات السابق الاشارة اليها يمكننا القول ان التوثيق الاعلامي يمر بثمان مراحل رئيسية عند اجراء عملية التوثيق للمعلومات وهي: “مرحلة الانتقاء، مرحلة الاقتناء، مرحلة التحليل، مرحلة التنظيم، مرحلة الحفظ والاسترجاع، مرحلة الترجمة والنسخ”.

اهداف التوثيق الاعلامي:-

1- توفير المعلومات والبيانات الموثقة والاعلام عنها وتوصيلها لمن يطلبها عند الحاجة.

2- مساعدة متخذي القرار في الحصول على المعلومات الموثقة والمنظمة عند الحاجه اليها، بهدف اتخاذ القرارات السليمة.

3- المقدرة على تحقيق التنظيم البشري وموائمة الكائن البشري والقيم الاجتماعية.

4- توثيق معلومات المشروعات الاقتصادية في شتى النواحي الصناعية، والزراعية، والتعليمية، والخدمية، والصحية، وغيرها، وتوصيلها اليها عند الحاجة.

5- الاعتماد علي التوثيق الرقمي للمعلومات بدلا من ان تشغل حيزًا كبيرًا من المساحة، نظرُا للانفجار المعرفي في وقتنا الحاضر.

6- احياء التراث والكتب القديمة الهامة وأمهات الكتب وتوثيقها في نسخ رقمية سهلة الاستدعاء.

7- مواجهة الزيادة الهائلة في حجم المعلومات والمعارف والمواد البحثية التي لا يتاح للجميع الحصول عليها بسبب صعوبة الاتصال فيما قبل.

نشاه التوثيق الاعلامي:-

انطلق التوثيق الاعلامي في بدايات القرن العشرين وكان ذلك هو الظهور الاول له في الولايات المتحدة الامريكية، واستقبل إطار التوثيق بداخله العديد من المؤسسات الاعلامية، ومؤسسات بحثية، وغيرها اكاديمية، وكذلك العديد من مراكز الخبرة والاستشارات الاعلامية، وأدى ذلك الى استخدام الحاسب الالي في العمل المكتبي في المؤسسات الاكاديمية في الولايات المتحدة الامريكية، مما نتج عنه اعداد الببليوجرافيا الاعلامية وتبع ذلك انشاء مركز مهمته التوثيق الاعلامي للتطورات التي تحدث فى مجال الصحافة، والطباعة، والنشر، وعالم الاتصال، ونقل المواد الصحفية عبر الاقمار الصناعية.

 

وفي اواسط القرن العشرين اخذ علم التوثيق الاعلامي في الانتشار حتى تخطي حدود الولايات المتحدة الامريكية التي ظل فيها منذ مطلع القرن العشرين وبداية ظهوره، حتى وصل الى جميع دول العالم وخاصة الدول الاوروبية و الاسكندنافية، ومن امثلة المراكز التوثيقية: مركز التوثيق الاعلامي الكندي الذي قامت منظمه اليونسكو بانشائه وبدء العمل به في عام 1974، وغيره من المراكز، فضلا عن قيامها بانشاء شبكة ببليوجرافيات بحثية تضم اكثر من مائتي مؤسسة للبحوث بهدف تسهيل عملية الحصول على المعلومات الاساسية للمؤسسات.

 

ومن الاسباب التي أدت الى الاهتمام بالتوثيق وخاصة في المجال الاعلامي؛ تلك الزيادة الهائلة في حجم المعلومات والمعارف والمواد البحثية التي لا يتمكن الجميع من الوصول اليها رغم افتقارهم الشديد لها وخاصة مع الاهتمام الكبير بطبيعة الدراسات الاعلامية والذي ادى بدوره الى الحاجة الى زيادة حجم المعلومات، فمن هنا انطلقت الحاجه إلى التوثيق الاعلامي.

 

وفي اطار احتياج كل من المعد للرسالة، والمرسل لها، والمشرف على جودتها وبثها، إلى ضرورة توثيقها لاعادة النظر فيها، ونقدها وتحديد أوجه الخطأ والصواب والعمل على تلاشي الأخطاء في المرات القادمة، فبدون التوثيق الاعلامي يكثر الوقوع في نفس الخطأ ولا يتمكن الكثير من التعلم من اخطاءهم السابقة، لذلك يطلق على المؤسسات التي لا يدخل التوثيق في مجالاتها حتى الآن “مؤسسات بدون ذاكرة” فلا تدري متى نجحت ولماذا ولما فشلت وتستمر في الخطأ.

 

اهمية التوثيق الاعلامي:-

1- تسهيل عمليه الحصول على المعلومات الموثقة عند الطلب، أو حاجة المستفيدين أو المؤسسات إليها.

2- تنعكس اهمية التوثيق في مدى اهمية المواد الموثقة في جميع نواحي الحياة الفكرية والاقتصادية والسياسية.

3- مدى اهميته بالنسبة لمتخذي القرار عند الحاجة إلى معلومات موثقة ومضمونة عند إتخاذ قرار معين.

4- مدى درجه كفائته في اداء المشروعات والبرامج، غير انه يعتبر عنصر رئيسي في التنمية الشاملة للمجتمع.

5- يحقق المنفعة العامة بنتائجها لمختلف فئات المجتمع، كما يساعد على تعظيم العائد عن جهود المجتمع الرسمية والخاصة.

6- يساهم التوثيق في ضمان تلبية حاجات المستفيدين في الحصول على ثمرات التنمية من خلال معرفة احتياجاتهم وفق إطارات وظروف معينه.

7- يعد التوثيق من المسائل الحيوية في انشطة المؤسسات الخدمية والاقتصادية وغيرها من المؤسسات.

8- يساعد التوثيق على اتخاذ القرارات الضرورية في المشروعات الاقتصادية، والصحية، والزراعية، والصناعية، والخدمية، والتعليمية، من خلال تقديم المعلومات الموثقة اليها عند الطلب.

9- ضرورة التوثيق في المؤسسات يبرز مدى اهمية علم التوثيق حيث أن المؤسسات التي تتجاهل هذا العلم تعد مؤسسة “بلا ذاكرة” وعرضة للوقوع في الخطأ الذي ربما وأن تكون ارتكبته سابقًا، لأن عدم توثيقها لمواقفها وأنشطتها كفيل لضياعها.

10- حفظ نسخ عديدة الكترونياً بأقل تكلفة، وامكانية استعادتها، وتعدد قراءتها من قبل العديد من الأشخاص في وقت واحد.

11- سهل التوثيق الالكتروني من عملية الربط بين النصوص المتشابهة للمختصين والباحثين.

 

التوثيق وعلاقته بالعلوم المجاورة:-

وبما ان التوثيق من العلوم البينية، فهو وثيق الصلة مع غيره من العلوم الاخرى كعلم التربية، وعلم النفس، والقانون، والدراسات التاريخية، وغيرها من العلوم، إلا ان علم التوثيق شديد الصلة بثلاث علوم اشتهر بارتباطه بهم واطلق عليهم العلوم المجاورة لعلم التوثيق وهم، “علم المعلومات، وعلم المكتبات، علم المراجع”.

1- التوثيق وعلم المعلومات: علم المعلومات هو وليد علم التوثيق، لأن التوثيق هو السبب الرئيس في ظهوره في النصف الثاني من القرن العشرين، وإذا نظرنا الى تعريف علم المعلومات سنتعرف على مدى اتصاله بعلم التوثيق، فيعرف علم المعلومات بانه: “العلم الذي يدرس خواص المعلومات والبيانات، وسلوكها، طرق ووسائل معالجتها، والعوامل التي تحكم تدفقها وبثها، ووسائل تجهيزها لتيسير الافادة منها ألى اقصى حد ممكن، وتجميعها، وحفظها، واختزانها، وتنظيمها، واسترجاعها، وبثها، واستخدامها”.

ومن هنا تبرز العلاقة بينهما لأن وظائفهم متشابهة إلى حد ما، إلا أن علم المعلومات اصبح أشمل واوسع حيث تعددت مجالاته، فشمل مجالات الاعلام العلمي، والمكتبات، ومجالات الوثائق والتوثيق، حتى اصبح لا يمكن الاستغناء عنه.

2- علم المكتبات التوثيق: بما ان البحث العلمي يدخل ضمن اهتمامات علم التوثيق فهذا يكفي لبيان الصلة بين علم التوثيق وعلم المكتبات.

3- علم التوثيق وعلم المراجع: إن علم المراجع أو التنظيم المرجعي يخدم حاجة العملاء، وهناك علاقة وثيقة بينه وبين علم التوثيق، إلا ان علم التوثيق يعد أوسع من حيث المهام التي تميزه عن علم المراجع مثل: مهام التخزين، والاسترجاع، والاستخلاص، والترجمة، وغيرها من الوظائف التي تميز علم التوثيق عن علم المراجع، ولكن ذلك لا ينفي وجود علاقة شديدة الصلة بينهما.

أهمية التوثيق في القضايا الاستراتيجية:-

فمنذ فجر التاريخ وهناك علاقة تربط بين القرار الاستراتيجي وعلم التوثيق وعلاقتهم ليست علاقة هامشية بل علاقة في صلب قضايا القرار الاستراتيجي ومحورها الاساسي, والسبب يظهر في أن المعلومات الموثقة هي المصدر الرئيس لاتخاذ المعلومات ولا شك أن القرار الاستراتيجي يستمد المعلومات الموثقة دون غيرها من المعلومات المشكوك فيها بل يعتمد في اتخاذ قرارته من خلال المسح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيرهم في اتخاذ القرارات, فنحن في عصر مليء بالقضايا السياسية والاقتصادية وهناك الكثير من المعلومات التي تساعد متخذي القرار في النظر فيها عند اتخاذ قرار بناء على معلومات سبق توثيقها لحل القضايا المعروضة.

ففي عصر تزايد المعلومات واعتمادها الكبير على ثورة الاتصالات التي تساهل تبادل المعلومات في جميع انحاء العالم وحاجة تلك المعلومات على التوثيق الدقيق يؤكد مدى ارتباط القرارات الاستراتيجية بعلم التوثيق ويستحيل اتخاذ قرار مضمون نجاحه دون الاعتماد على علم التوثيق, ولا شك أن تلك الأهمية لعلم التوثيق تبرز في تناوله للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عن طريق تحليل آثاره, واحتمالاته, وكلفته, وردود أفعاله, وما إلى ذلك…

تأثير التوثيق في شبكات المعلومات الدولية:-

كانت المكتبات هي المصدر الوحيد للحصول على المعلومات قبل ظهور الانترنت, ولكن بعد ظهور شبكة المعلومات الدولية _الانترنت_ لم يكن النافس للمكتبات من الوهلة الأولى ولكنه مر بعدة مراحل حيث كان مجرد أداة لتبادل المعلومات بين مجموعات محدودة من الباحثين ولم يكن مهتم بفهرسة المعلومات حينها, ولكن في تسعينيات القرن الماضي ومع تزايد عدد مستخدمي شبكة المعلومات الدولية وتطورها بشكل كبير رأى البحاثين ومتخذي القرار آنذاك ضرورة الاعتماد عليها للحصول على المعلومات, وهنا ظهر التنافس بين الانترنت والمكتبات التقليدية عندما قررت معظم المؤسسات والشركات في جميع أنحاء العالم انشاء مواقع لها على الانترنت بغرض نشر معلوماتها والترويج لمنتجاتها, ومن هنا تكاثرت المعلومات على شبكة المعلومات الانترنت وأصبحت مصدر يعتمد علية الباحثون في الحصول على معلوماتهم.

 

ومع تزايد المعلومات على الانترنت والتي كانت متعددة المصادر والاهتمامات عندما امتلأت بالعديد من المواقع الترويجية وغيرها من المواقع بالإضافة إلى المكتبات والالعاب والبريد الالكتروني وغيرها الكثير من المعلومات التي تضاف يوميا على شبكة المعلومات الدولية وصعوبة فهرسة تلك المعلومات حتى يتمكن الزوار من الوصول اليها بسهولة, فلا يتمكن البشر من الفهرسة اليدوية لهذا الكم الهائل من المعلومات ولا تتمكن ميزانية المؤسسة أو الشركة من تمويل الفهرسة اليدوية في حال تزايد تلك المعلومات مع عقرب الساعة وبشكل مستمر, ومن هنا رأت الشركات والمؤسسات ضرورة اللجوء إلى الفهرسة الآلية لتساعد على عملية البحث على الانترنت والحصول على المعلومات بسهولة, وهذا ما يظهر الصلة التي تربط بين علم التوثيق وشبكة المعلومات الدولية فعلاقتهم علاقة تكاملية لا يمكن أن يتجاهل أحدهم الآخر.

 

استخدامات الحاسب الآلي في مراكز التوثيق الاعلامي:-

يعرف التصرف الالكتروني بـــــ “الأرشفة الالكترونية” في بداية الثمانينات وكان يقتصر على أرشفة وحفظ الوثائق غير النشطة التي ترغب الحكومات أو المؤسسات في حفظها للرجوع إليها عند الحاجة, وفي منتصف الثمانينات ظهر مصطلح “التصرف الالكتروني في الوثائق فكان أشمل وأوسع من المصطلح الذي سبقه حيث كان يعمل على حفظ الوثائق النشطة وغير النشطة والوثائق شبه النشطة والتي تستخدم من وقت لآخر, وفي التسعينات من القرن الماضي ظهر مصطلح “التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات” ويعد هذا المصطلح أشمل من سابقيه بسبب أنه عمل على حفظ المعلومات, وساعد في ذلك ظهور التعرف الضوئي على الحروف حيث يتم تحويل الصورة إلى نصوص مكتوبة تمكن النظام من التعرف عليها وقراءتها, فضلا عن أن تلك النصوص قابلة للتغيير والحذف والإضافة.

لكن بالنسبة للملفات الاعلامية التي سبق تنسيقها بشكل معين لا تتطلب تقنيات التعرف الضوئي على حروفها, ولكن تطبق فقط على الوثائق المرقمنة عن طريق القارئ الآلي, وساعد ذلك على سهولة البحث من خلال النص الكامل وسهولة التعديل في النصوص وإعادة تنسيقها من جديد.

ويتكون نظام التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات من عدة أدوات ونظم وهي “أدوات ادخال البيانات التقليدية بالإضافة إلى القارئ أو الماسح الضوئي, أدوات التخزين بالإضافة إلى أقراص ضوئية رقمية, وأدوات الطباعة والبث”.

مميزات نظام التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات:-

1- سهولة الوصول: حيث يتمكن الباحث من الوصول إلى المعلومات بسهولة.

تعدد القراء: بسبب امكانية قراءة النص من قبل عدد كبير من الزوار في نفس الوقت.

2- عامل المسافة: فقد سهل هذا النظام من عملية العثور على الوثائق والمعلومات من بعد.

وسيط واحد: حيث يتم تخزين مختلف المعلومات والوثائق في وسيط واحد.

3- الصورة الحسنة: حيث يعكس استخدام هذا النظام النظرة الحسنة لمواكبة الشركة أو المؤسسة للتطور التقني.

4- عامل الحفظ: حيث يكفل هذا النظام حفظ الوثائق والمعلومات من التلف وخاصة الوثائق الأصلية التي يرجع اليها الباحث عند الحاجة.

5- التقليل من مصادر وفضاءات حفظ الوثائق والمعلومات.

عيوب نظام التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات:-

1- عدم السرية: حيث تكون المعلومات متاحة دون حفظ لسريتها.

2- عامل التكلفة: يحتاج نظام التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات إلى التكلفة العالية.

3- عيوب تتعلق بعدم ديمومة الأوعية الالكترونية بمقروئيتها بمرور الزمان.

4- عيوب تتعلق بغياب القيمة الاثباتية للوثائق والمعلومات.

وظائف نظام التصرف الالكتروني في الوثائق والمعلومات:-

1- ضمان حماية المعلومات والبيانات التي تعتبر حساسة بالنسبة للمؤسسة أو الشركة.

2- الربط بين القاعدة الالكترونية وقواعد البيانات المرجعية أو البرامج المدمجة للشركة.

العمل على تسريع عملية البحث عن المعلومات والوثائق.

3- تسهيل عملية الاطلاع على المعلومات والوثائق والتصرف فيها.

4- حرية المؤسسة في التصرف في الوثائق والمعلومات الخاصة بها بشكل مطلق.

مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية:-

لا شك أن السبب الرئيس لوجود مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية جاء بسبب كثرة المواد التي تنشر وتطبع في تلك المؤسسات, فيجب أن يقرأ باب المحرر في المؤسسات الصحفية ما يزيد عن مليون مقالة في مختلف المجالات التكنولوجيا والعلمية, ولا يقوم باب المحرر بقراءة المعلومات والأفكار المقررة وإنما يعتمد كل الاعتماد على المعلومات والأفكار الجديدة وإلا كان العدد أكثر بكثير, وبسبب تلك العدد الهائل في المعلومات والأفكار والمواد المتنوعة التي تنشرها المؤسسات الصحفية برزت الحاجة والضرورة إلى أرشفة تلك المعلومات والمواد, وظهرت ضرورة وجود خدمات جديدة تخدم الهدف مثل “خدمة البث الانتقائي, والترجمة, والاستخلاص, والتصوير, وخدمات الإحاطة الجارية” حتى لا يتم الاعتماد على الطرق التقليدية مثل خدمة الببليوجرافيا وفقط.

الأهداف العامة لمراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية:-

ان الأهداف الرئيسية التي يخدمها مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية هي نفسها الأهداف التي تسعى المؤسسات الصحفية إلى تحقيقها ومن أهمها:-

1- التفسير والتوجيه: أي تفسير الأحداث الجارية للجمهور المستقبل وتوجيهه إلى تأثيرها على المجتمع وما هي طرق التعامل مع تلك الأحداث, خلق الوعي في المجتمع وارشاده إلى ما هو صواب.

2- الإعلام: وهي عملية بث الأخبار والمعلومات إلى الجمهور المستقبل.

3- التثقيف: وهو دور أساسي يجب القيام به من قبل المؤسسات الصحفية والاعلامية ويعني رفع وعي الجمهور وامدادهم بالثقافة وتنمية أفكارهم.

4- التعليم: ويبرز دور الصحافة في تزويد الجمهور بالمعلومات والعلوم التي تجعله قادرة على الالمام بالمعارف والاكتشافات الجديدة ومواكبا للتطورات.

5- الترفيه والتسلية: على المؤسسات الصحفية خدمة هذا الجانب من حياة الفرد فهو بحاجة مستمرة إلى المتعة والتسلية والترفيه من خلال المواد الصحفية التي تتضمن اشباع هذا الهدف.

أسباب وجود مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية:-

ذكرت سابقا أن سبب وجوده هو التضخم الهائل في الانتاج الفكري, وتشتته والذي أدى بدوه إلى صعوبة الوصول إلى المعلومات والأفكار ذات الطابع الحلي أو العالمي, فضلا عن تعدد اللغات المستخدمة عالميا والتي تتطلب وجود خدمات الترجمة, وكذلك حفظ انتاج المؤسسات الصحفية من الضياع والتلف كان السبب الأكبر في وجود مراكز المعلومات في المؤسسات الصحفية, وأخيرا التخصص الصحفي فبعد أن كان الصحفي يكتب عن كل شيء, فرض عليه الواقع أن يتخصص ويهتم بمجال معين من بين المجالات المتعددة.

وإلى هنا أكون قد انتهيت من تناول الموضوع الخاص بالتوثيق الاعلامي ومفهومه والتفسير الكامل للمفهوم وبيان أهمية التوثيق الاعلامي في تسهيل الحصول على المعلومات الموثقة ومساعدة متخذي القرار في الحصول على معلومات تساعدهم في اتخاذ قرار ناجح دون النظر إلى المصادر الغير موثقة والتي تجعلهم عرضة للخطأ, وكذلك دوره في مساعدة الباحثين وتسهيل عملية الحصول على الوثائق

والمعلومات, ثم تناولت نشأة علم التوثيق وكيف نشأ وما هي العوامل التي ساعدة على وجود هذا العلم منذ مطلع القرن العشرين وتطور علم التوثيق في المراحل المتعددة, وكذلك تناولت العلاقة التي تربط بين علم التوثيق الاعلامي والعلوم المجاورة له وأوضحت أنه على صلة بعلوم عديدة مثل علم النفس والاجتماع والتاريخ وغيرهم, الا أنه شديد الصلة بعلم المكتبات وعلم المراجع وعلم المعلومات, ومدى تأثيره في شبكة المعلومات التي تأثرت بوجوده واستعانت به خاصة مع تزايد المعلومات والوثائق والمواد المتنوعة, ثم تناولت استخدامات الحاسب الآلي في مراكز التوثيق الاعلامي ومدى ضرورة تواجدها في تلك المراكز, واختتمت بمراكز المعلومات في في المؤسسات الصحفية ومدى أهمية وجودها وأهدافها التي تخدم أهداف الصحافة المعروفة, وماهي أسباب وجود تلك المراكز في المؤسسات الصحفية والتي من أهمها التضخم الهائل في المواد الصحفية وضرورة فهرستها وحفظها من الضياع أو التلف.

 

المستفاد من الموضوع:-

معرفة أهمية التوثيق الاعلامي وضرورة وجوده لحفظ الوثائق.

مدى دور التوثيق الاعلامي في تسهيل الوصول السريع للمعلومات.

معرفة مدى تأثير علم التوثيق على الانترنت ومدى الصلة التي تربط بينهما وتاريخها.

مدى تأثير ثورة الاتصال في ظهور علم التوثيق الاعلامي.

مدى تأثير علم التوثيق الاعلامي على المكتبات التقليدية.

ضرورة وجود مراكز المعلومات داخل المؤسسات الصحفية.

مدى ارتباط الحاسب الآلي _الكمبيوتر_ بعلم التوثيق حيث يستخدم داخل مراكز التوثيق الاعلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى