رياضةمقالات متنوعة

التطور التاريخي لرياضة الكرة الطائرة “الشاطئية”

كتب/ شريف البحراوي

التطور التاريخي لرياضة الكرة الطائرة:-

لعبة كرة الطائرة من الرياضات التي ظهرت في العصر الحديث, فهي ليست من الرياضات التي ترجع الى القدم في نشأتها, وتتميز من لعبة كرة الطائرة بأنها لعبة جماعية تنافسية, وليست تهدف الى الترفيه واللعب فحسب بل تمتد لتفيد اللياقة البدنية لممارسيها, فبالإضافة الى الأصول التاريخية لكرة الطائرة إلا أنها تمتلك أصول اجتماعية بارزة.

 

لاقت رياضة الكرة الطائر أو ما تعرف بالكرة الشاطئية قبولا جماهيريا كبيرا عند نشأتها والتفاف عددا كبيرا من المتابعين والمشجعين والممارسين لها, فضلا عن أنها لاقت رواجا أوليمبيا, وعالميا, وإقليميا, ومحليا, فضلا عن أصولها الاقتصادية والنفسية, والهدف من دراسة تاريخ أي رياضة هو المعرفة والوصف الدقيق لما مرت به تلك الرياضة من وقائع وأحداث في الماضي, وتقديم الدراسة والتحليل لتلك التطورات والأحداث حتى نفهم ما مضى ليساعدنا على الترتيب للمستقبل ونكون من المطورين ولا يقتصر دورنا على مجرد المتابعة والنظر من المنضدة, ولأن الأصالة تعبر عن تراث الأمم التاريخي الذي يحفل بكل مقومات النظام الرياضي الصحيح فهو بمثابة المنار الذي يهدي شباب الأمم لما فيه صالح الفرد والمجتمع.

 

وفي هذا الصدد يشير ” مرقوش مدني نقلاً عن ابن خلدون أن دراسة التاريخ ذات أهمية قصوى تساعدنا في التعرف على أحوال الأمم السابقة في سيرتهم وأخلاقهم حتى تتم فائدة الاقتداء ، كما أن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار الأيام والدول في السوابق من القرون ، وفي باطنه عميق وتحقيق وتعليل وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها ، فالتاريخ يحكي تجربة الإنسان في هذا الكون ، ويمثل البحث عن النور في مسيرة الإنسان.

 

بدأت ممارسة رياضة الكورة الطائرة في العشرينيات من القرن الماضي أي في الفترة بين 1920/1940, وكانت بداية تلك ممارسة تلك الرياضة في جنوب كاليفورنيا في مدينة سانت مونيكا, وفي تلك الأحيان تم وضع القواعد والقوانين التي تحكم تلك الرياضة وتوصلوا إلى أن يشارك في مسابقتها عدد 12 لاعبا يكون ستة في مقابل ستة, ويكون الملعب عبارة عن صالة مغطاة يباشر اللاعبين فيها ممارسة كرة الطائرة على شكل مباراة تنافسية.

 

ومع مرور الوقت حدث ما لم يكن متوقعا فقد حدث نقص في عدد اللاعبين بسبب أو بأخر فقد تحول عدد اللاعبين الى 4 لاعبين فقط, حدث ذلك بالتحديد في بداية الثلاثينات وهناك اختلافا وتطورا بالنسبة للممارسة لعبة الكرة الطائرة الشاطئية وعدد اللاعبين الممارسين وأيضا الدورات المنظمة حيث بدأ ممارستها في العشرينات جنوب كاليفورنيا بستة لاعبين ضد ستة لاعبين ،ثم تمت ممارستها في الثلاثينات بفريق مكون من أربعة لاعبين، ثم تم ممارستها في الأربعينات بفريق مكون من لاعبان ضد لاعبان.

 

وفي نهاية الثلاثينات تم تغير مسرح ممارسة الكرة الطائرة ليكون في ولاية شمال سنت مونيكا, وفي اطار تلك التغيرات التي تحدث في كرة الطائرة والصالة التي تمارس فيها تم تغير شبكة الكرة الطائرة الموجودة داخل الصالات التي تمارس فيها تلك الرياضة حتى انخفض ارتفاع الشبكة حيث كان ارتفاعها الأول غير مناسب بالنسبة للاعبين في المقام الأول وغير مناسب بالنسبة للقواعد والقوانين الموضوعة حتى تحكم تلك الرياضة.

أقيمت أول بطولة لرياضة الكرة الطائر في عام 1948 على شاطئ ولاية سانت مونيكا, وتم اتخاذ قرار آنذاك من قبل اتحاد كرة الطائرة والذي نص على أن تقام تلك البطولة كل عام, وبعد ذلك أخذت بطولات تلك الرياضة تنتشر في كاليفورنيا منذ عام 1951.

 

ويعتبر اللاعب جيم سلزتكل أحد عماد تلك الرياضة وهو صاحب الضربة الساحقة ويعتبر سلزتكل نموذجا ونجما مميزا لممارسة تلك الرياضة حتى يومنا هذا وذلك بسبب أسلوبه المهاري والاحترافي لممارسة رياضة الكورة الطائرة, ومن أشهر واضعي قواعد وفلسفة الكورة الطائرة هو ديف هايس وهو ذلك الشخص الذي وضع الفلسفة الحياتية الخاصة بلاعبي الكرة الطائرة.

 

وكانت فلسفة هايس عبارة عن أقوال ونصائح يظل لاعبي الكورة الطائرة يراعونها حتى يومنا هذا, فيقول هايس: لا تعمل في وظيفة ثابة دقيقة واحدة زيادة عن ما يطلب منك, ويقول : عليك أن تقضي النهار كل يوم على الشاطئ, ويقول: أصنع أي طريقة للحصول على المال من خلال ممارسة رياضة لعبة كورة الطائرة الشاطئية.

 

استمر التطوير في رياضة الكورة الطائرة خاصة في عام 1960 وذلك لأن منذ ذلك الحين تم اتخاذ القرار الذي بموجبه تقام بطولة رياضة الكورة الطائرة خمس مرات في كل عام, وكان ذلك من العوامل التي ساعدت بشكل كبير على انتشار تلك الرياضة وخاصة بعد ترويج “جهاز ارسال فاز رون فون هاجيه” في منتصف الستينات من القرن الماضي, والذي ساعد على ارسال واستقبال البطولة التي أقيمت عام 1964 حتى وصل في عام 1965 الى ولاية مانهاتن أوبن وبهذا تم تطوير ارسال واستقبال البطولات التي تقام في رياضة الكورة الطائرة وكان ذلك من العوامل التي أدت إلى زيادة شعبيتها في بلدان مختلفة من العالم.

 

ومع تطور رياضة كورة الطائرة تم اقامة بطولة في عام 1968 تميزت بطول مدة المباراة حيث استمر اللاعبين في المنافسة لمدة 7.5 ساعات والتي فاز بها (روندل) و(برجمان) وتضمنت تلك المباراة خمس أشواط بين كل من رونالد وبرجمان, وتعتبر هذه البطولة من أطول مباريات رياضة الكورة الطائرة, وفي اطار تلك التطورات التي شهدتها رياضة الكورة الطائرة تم تقسيم المباريات إلى درجات مختلفة المستويات وذلك في عام 1968, وفي كل تلك التطورات لم نشاهد الهدف الاقتصادي أو تلك الهدف الذي يسعى الى الربح, ولكننا لاحظناه في عام 1974 عندما أقيمت في سان ديجو أو مباراة لكرة الطائرة إعلانية وتهدف للربح حيث حضر في تلك المباراة 250 مشجع وتلك المباراة التي فاز فيها ل من (فريز زبلوش) و (دينس هاد) في حين وصل عدد المتفرجين إلى ثلاثون ألف متفرج في عام 1976 أي بعد مرور عامين من مباراة سان ديجو, حيث أقيمت تلك المباراة كسلسلة من المباريات التي أقيمت لرياضة كورة الطائرة في بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1976.

 

ولكن على الرغم من كل هذا لم تحقق تلك البطولات المكاسب المرجوة أو تلك الأهداف التي كانت تهدف اليها المنظمة الربحية منذ البداية.

 

وفي عام 1980 تجمعت سبعة ولايات تابعين للولايات المتحدة الأمريكية, وتهدف تلك الجمعية الى رعاية رياضة كورة الطائرة, وأقامت الجمعية أولى مبارياتها على شواطئ سانت بتكلة بلغت 92.000  ألف دولار أمريكي, كما أقامت بطولات على شاطئ لوس أنجلوس و ولاك تاهوا وكروزا, وصاحب ذلك تغيرا في القواعد التي تحكم رياضة للكورة الطائرة في عام 1982 والتي نصت أن للاعبين الاستفادة من الدعاية والاعلان التليفزيونية.

 

حتى جاء عام 1984 الذروة الحقيقية لتطور لعبة كورة الطائرة وذلك عندما تم ادراجها ضمن برامج البطولات الدولة, ولكن في نفس العام طالب اللاعبين الذين يمارسون رياضة الكورة الطائرة في الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون تأثير على تطوير اللعبة تجارياً وطالبوا بالمزيد من المشاركة في إصدار القرارات ورفض هذا الطلب مما أدى إلى إضراب اللاعبين عن اللعب حتى أصبحت البطولات تقام بلاعبين درجة ثانية.

وفي عام  1985م بالولايات المتحدة الأمريكية تم إنشاء اتحاد لعبة الكرة الطائرة الشاطئية للمحترفين وأصبح هو المنظم الوحيد للبطولات ونجح في توسيع ومد سلسلة البطولات حتى أصبحت تقام في 17 مكان ، وكذا زيادة المكسب (العائد) المادي للبطولات ليصل إلى 275000 $ أمريكي.

 

تزايد عدد المتفرجين الذين يتابعون مباريات رياضة الكورة الطائرة خاصة في عام 1986 حيث وصل العدد آنذاك إلى 5.000 متابع, وتواجد ذلك العدد من المتفرجين في العرض الذي قام به الأبطال البرازيليين للعبة الكرة الطائرة الشاطئية, وساهم ذلك في انتشار لعبة الكرة الطائرة الشاطئية على مستوى العالم حتى أقيمت أول بطولة دولية للعبة الكرة الطائرة الشاطئية في عام 1987 باعتماد الاتحاد الدولي بالبرازيل.

 

ووصلت تكلفة تلك البطولة التي أقيمت آنذاك مبلغ يقدر بحوالي 22.000 $, وتابع ذلك أن عقدت المباراة الدولية الثانية عام 1988 بالبرازيل بتكلفة وصلت إلى 51.500 $ أمريكي, والتي فاز فيها الفريق التابع للولايات المتحدة الأمريكية, حتى جاء الموسم الرياضي التي شهدت كرة الطائرة تطورا مذهلا عندما اقيمت لها أول دورة دوليةبتكلفة وصلت إلى 140.000 $ أمريكي, وضمت تلك الدورة ثلاث دول هي “اليابان, البرازيل, إيطاليا” وتلك الدورة وصفت بأنها الذروة الحقيقية لتطورة رياضة الكورة الطائرة بسبب العدد الكبير الذي تواجد في تلك الدورة حيث بلغ عدد المتفرجين إلى 21.19:22 متفرج .

 

وتابع ذلك اجتماع المجلس العالمي للكرة الطائرة للاتحاد الدولي في سبتمبر 1990م اجتمع المجلس العالمي للكرة الطائرة الشاطئية للاتحاد الدولي في” لوزان” لتحديد قواعد اللعب الجديدة وعدد اللاعبين المشتركين في بطولات لعبة الكرة الطائرة الشاطئية, وفي الفترة من 1990 و 1991 عقدت 4 بطولات دولية ضمت 4 دول وهي “البرازيل, إيطاليا, فرنسا, اليابان” بتكلفة وصلت إلى 20.000 $ دولار أمريكي, وتابعها إقامة 6 بطولات نظمها الاتحاد الدولي بتكلفة 600000 $ أمريكي وقامت كل من استراليا و اسبانيا”.”

 

ومع استمرار تلك الجهود وتحقيق كل ذلك التطورات تم انشاء لجنة للكرة الطائرة والتي ضمت كلا من دولة البرازيل, وشيلي, وفرنسا, والولايات المتحدة الأمريكية, وبورتوريكو, وأقيمت آنذاك 6 بطولات دولية تحت اشراف (الاتحاد الدولي للكرة الطائرة) في الموسم الرياضي لعام 1993-1992, بتكلفة وصلت إلى 95.000$ أمريكي, وتابعت تطورها حتى تمت ممارستها لول مرة في مباريات العاب السلام في التي تم اقامتها في شارع بيتر سبيرج بالنمسا عام 1993 حتى تم الاعتراف برياضة لعبة الكورة الطائرة كلعبة أولمبية في 24 سبتمبر 1994, لتصبح رياضة أولمبية تساهم العديد من الشركات الكبرى في تمويلها وتنظيم 22 بطولة التي ضمت الرجال والنساء في عام 1997 بتكلفة 3.900.000$ أمريكي.

 

 

الكرة الطائرة في مصر:-

 

وفي عام 1992 كانت أولى مباريات الكرة الطائرة في جمهورية مصر العربية ولكنها كانت محدودة النطاق حيث شاركت في بعض البطولات الخارجية الودية وكان يشارك فيها الاتحاد باللاعبين من اللذين يمارسون الكرة الطائرة داخل الصالات ولكن لم يستمر هذا النشاط ، ولم يمارس على المستوى المحلي إلا في عام 1999 حيث بدأ الاتحاد المصري للكرة الطائرة بتشكيل لجنة للكرة الطائرة الشاطئية.

 

وفي عام 1999 أقيمت ست بطولات محلية في جمهورية مصر العربية وكانت تلك المباريات تقام بشكل دوري كل سنة, حتى وصلت مصر الى العالمية لتباشر أول مباراة دولية ودية لها في عام 2000 والتي شارك فيها 35 دولة من الدول الافريقية والأجنبية.

جاء عام 2004 عندما شاركت جمهورية مصر العربية بفريق نادي الشرقية في الدورة العربية التي أقيمت بسلطنة عمان وحصلت فيها مصر على المستوى الثاني, حتى اهلها ذلك الى الاشتراك في البطولات المحلية في عام 2005 وحتى عام 2006.

 

وفي الموسم الرياضي عام 2006/2007 وصل عدد اللاعبين المسجلين بلجنة لعبة الكرة الطائرة الشاطئية بمصر إلى 80 لاعب ، خاصة بعد ألزم اتحاد الكرة الطائرة بمصر بضرورة وجود فريق كل نادي للكرة الطائرة الشاطئية بأندية الدوري الممتاز وذلك لنشر اللعبة والعمل على تقدمها في مصر, وكانت مباريات الكرة الطائرة الشاطئية تقام على شاطئ السويس, وشاطئ الاسكندرية, وشاطئ الدقهلية, والقاهرة الكبرى.

ومن الجدير بالذكر أن رياضة الكورة الطائرة الشاطئية توقفت في الفترة من 1940 حتى 1948 بسبب الحرب العالمية الثانية.

 

وإلى هنا أكون قد انتهيت من تناول الموضوع الخاص بتاريخ لعبة الكرة الطائرة الشاطئية بداية من ابتكارها وحتى تطورها في العصر الحديث, وقلت أن تلك الرياضة بدأت تمارس بطولاتها عالمياً بدء من عام 1987 وحتى عام 1996، وكانت تقام في البرازيل وفازت بها الولايات المتحدة الأمريكية بالمركز الأول حتى عام 1992م، وفي عام 1993م فازت البرازيل بالمركز الأول، وفي عام 1994م فازت بها النرويج، وفي عامي 1995، 1996 فازت بها البرازيل بالمركز الأول.

 

ثم ذكرت أن بطولات كورة الطائرة كانت تقام على المستوى العالمي بتفوق مستمر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل أيضا في بطولات الرجال والنساء وشاركت معها بعض فرق أوربا منها ودول آسيا ومنها الأمر الذي يوضح انتشار رياضة الكورة الطائرة بشكل كبير في ذلك الأحيان, وتفوقت عالميا في وقت صغير وذلك لاهتمام القائمين علي هذه اللعبة في هذه الدول والعمل علي دعمها وتوفر الإمكانيات اللازمة لدعم هذه اللعبة الوليدة وخاصة بعد أصبحت لعبة اوليمبية, فضلا عن التفاف الجماهير حولها وشغف الكثير من الرجال والسيدات على ممارستها.

 

وأخيرا ذكرت تطور رياضة الكورة الطائرة في جمهورية مصر العربية, وقلت أن تلك الرياضة دخلت مصر في التسعينات أصبحت تقام بشكل دوري من عام 1999واقيمت أول بطولية دولية غير رسميه عام 2000 وصل عدد الفرق المسجلة بالاتحاد المصري إلي40ووصل عد البطولات إلي 7 بطولات في السنة وفشلت علي المستوي العالمي أو الدولي وذلك لعدم توافر الملاعب اللازمة للممارسة إلي جانب عدم اهتمام القائمين علي اللعبة علي تفعيلها من حيث إقامة الدورات لإعداد المدربين وكوادر ونشر اللعبة علي مستوي الناشئين من أبناء جمهورية مصر العربية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى